ترجمة عبرية - شبكة قُدس: أكد محللون إسرائيليون، أن الاحتلال الإسرائيلي هو المسؤول عن عرقلة استمرار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في أعقاب إعلان حركة حماس، عن تعليق تنفيذ دفعة تبادل الأسرى، التي كانت مقررة السبت المقبل، بسبب الخروقات الإسرائيلية، مشددين على أن إعلان حماس ليس مفاجئا وإنما كان متوقعا.
وقال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إن مسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي حذروا مؤخرا، من إمكانية تعليق تنفيذ الاتفاق من جانب حماس.
ولفت إلى أن "نتنياهو أُستدرج إلى المرحلة الأولى رغما عنه، بسبب ضغوط مورست عليه من جانب ترامب وجهاز الأمن والجمهور الإسرائيلي، وفي الأيام الأخيرة، وقبل إعلان حماس، حاول نتنياهو تخريب المفاوضات وبالأساس منع الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي وافق عليها مبدئيا، لكن لم يتم الاتفاق على مبادئها. وقد أبعد المسؤولون العسكريون عن مواصلة إدارة المفاوضات حول الصفقة، واستبدلهم بالوزير المقرب منه، رون ديرمر".
وحسب هرئيل، فإن "السؤال المركزي ليس كيف سيتصرف نتنياهو أو حماس، وإنما ماذا سيفعل ترامب. وفي الفترة القريبة سيخيم مقترحه لتهجير الفلسطينيين، لكن في هذه الأثناء يصعب رؤيته يتقدم. وترامب يتأرجح حاليا بين قطبين آخرين: ضغوط نتنياهو من أجل أن يتمكن من الخروج من الصفقة والعودة إلى الحرب في نهاية المرحلة الأولى، وثمة من يقول إن نتنياهو عاد من واشنطن مع تعهد في هذا الاتجاه، وفي مقابل ذلك الضغوط التي تمارسها جهات أخرى من بينها عائلات الأسرى لدى المقاومة".
بدورها، لفتت المراسلة السياسية لموقع "زمان يسرائيل" الإخباري، طال شنايدر، إلى أن "إسرائيل أيضا خرقت الاتفاق، وبشأن التأخير في إرسال طاقم إلى المفاوضات حول المرحلة الثانية، في اليوم الـ16 للصفقة، لا يوجد خلاف على أنه خرق إسرائيلي".
وأضافت أنه "في الخلفية، هناك التخوف من أن المرحلة الثانية لن تخرج إلى حيز التنفيذ. وفي هذه الحالة، حماس قد تفقد المحفز لاستكمال المرحلة الأولى من الصفقة".
وتابعت شنايدر أن "سموتريتش يكرر التصريح بأنه لن تكون هناك مرحلة ثانية، ونتنياهو لا يلجمه أو يصحح أقواله".
وشددت على أنه "إذا استمر نتنياهو في التلميح إلى أن الحرب ستُستأنف في 6 آذار/مارس، ستتزايد الاحتمالات لأن يقود هذا الأمر إلى انهيار الصفقة في المرحلة الأولى. والسؤال هو أي ضغوط سيمارسها ترامب على نتنياهو، ومن الجهة الأخرى ضغوط قطر على حماس".
واعتبر محلل الشؤون الأمنية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، أن حماس لا تعتزم إلغاء الاتفاق، وإنما الحصول على "تنازلات مختلفة من إسرائيل والوسطاء"، وأن حقيقة أن إعلان حماس جاء في بداية الأسبوع، "يُبقي وقتا كافيا للأميركيين وإسرائيل لإجراء مفاوضات معها.
وانتقد بن يشاي إعلان وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي سارع إلى التهديد بعملية عسكرية. وألمح إلى مسؤولية "إسرائيل" في الأزمة الحاصلة، بأنه "بالإمكان التقدير أن حماس أعلنت عن إلغاء تحرير الأسرى السبت المقبل، لأن هناك ما تعدّه إسرائيل والولايات المتحدة ضدها في المرحلة الثانية من الصفقة"، بعدما امتنعت "إسرائيل" عن تنفيذ التزامها ببدء المفاوضات حول المرحلة الثانية الذي كان من المقرر أن تبدأ يوم الإثنين من الأسبوع الماضي.
وأشار إلى "المماطلة الإسرائيلية، إلى جانب إعلان الرئيس ترامب عن خطة التهجير وتصريحات سموتريتش، تنشئ شعورا لدى حماس بأن "إسرائيل" تخطط لتمديد المرحلة الأولى من الصفقة".
وأضاف بن يشاي أن "هذا التفكير يتلاءم جيدا مع التهديد بعدم تحرير الأسرى الثلاثة الباقين على قيد الحياة، السبت المقبل. وهذا ليس فقط مسدسا بالإمكان إخراجه من الدرج والتهديد به، وإنما باستخدامه فعليا أيضا إذا أظهرت إسرائيل إصرارا، ولا تبدأ بمفاوضات حول المرحلة الثانية للصفقة. وفي هذه الحالة، قد تؤخر حماس الصفقة، انطلاقا من الإدراك بأن إسرائيل لن تفعل ذلك، مثلما فعلت في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، عندما استأنفت الحرب"، بعد أسبوع من وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.